توفر الحماية والدعم للنساء.. منظمات نسوية تواجه العنف الرقمي في سوريا
توفر الحماية والدعم للنساء.. منظمات نسوية تواجه العنف الرقمي في سوريا
في إقليم شمال وشرق سوريا، تواصل النساء والمنظمات النسوية جهودهن لكسر البنية الذكورية المهيمنة وتعزيز المساواة، وسط تصاعد التحديات، خاصة مع بروز العنف الرقمي كأحد الأسباب المؤدية إلى قتل النساء وانتحارهن.
وتلعب منظمة "سارا لمناهضة العنف ضد المرأة" دوراً محورياً في تقديم المساندة للنساء المعنفات، سواء كنّ ضحايا قتل أو تحرش أو إهانة، أو مهددات من قبل أسرهن وأزواجهن، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم السبت.
وأوضحت الناشطة أرزو تمو أن المنظمة توفر جلسات دعم نفسي واجتماعي، ومأوى آمن للنساء المهددات بالتعاون مع مؤسسات نسوية أخرى، ورعاية طبية بالشراكة مع "مؤسسة الحياة النسائية"، كما تعمل على فتح قنوات حوار مع العائلات لحل النزاعات ومنع وقوع الأذى.
العنف الرقمي.. خطر متصاعد
أشارت تمو إلى تشكيل لجنة خاصة للتعامل مع التهديدات الرقمية، خاصة للفتيات الصغيرات اللواتي أُجبرن على مغادرة منازلهن نتيجة الابتزاز أو التشهير.
من بين الانتهاكات التي تم رصدها، التلاعب بالصور الشخصية ونشرها بطريقة مسيئة، وإرسال تهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن الحوار مع العائلات أدى أحيانًا إلى توقيع تعهدات خطية تضمن حماية النساء، ما أسهم في حل العديد من القضايا قبل تفاقمها.
حملات لمناهضة العنف
في يوليو الماضي، أطلقت منظمة "سارا" حملة على مستوى الإقليم تحت شعار: "التحرش جريمة، لا تكن شريكاً في إخفائها"، بهدف رفع وعي المجتمع حول مخاطر العنف الرقمي.
الحملة تشمل، جلسات حوارية وورش توعوية، وتوزيع منشورات تثقيفية، وأنشطة ميدانية للتواصل مع المجتمع.
ومن المقرر أن تستمر في مدينة كوباني حتى 25 نوفمبر، تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
رسالة للنساء والفتيات
وشددت تمو على ضرورة كسر الصمت وعدم الخجل من طلب المساعدة، داعية النساء والفتيات اللواتي يتعرضن لأي شكل من أشكال العنف، خاصة الرقمي، إلى التوجه مباشرة إلى منظمة "سارا" والمؤسسات النسائية المختصة للحصول على الحماية والدعم القانوني والنفسي.
هذه الجهود، كما تقول الناشطة، ليست مجرد رد فعل على الانتهاكات، بل هي خطوة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة وأمانًا للنساء، في مواجهة واحدة من أخطر أشكال العنف المعاصر، وهو العنف الرقمي الذي يهدد سلامة وأرواح الفتيات في المنطقة.